رئيس مؤسسة سعدي:
اجتازت اللغة الفارسية عبر التاريخ اختباراً ناجحاً للغاية
وفقاً لما جاء في تقرير دائرة العلاقات العامة بمؤسسة سعدي، فإن الملتقى العاشر للمؤسسات الناشطة في مجال تعليم اللغة الفارسية في العالم، مستمراً في انعقاده اليوم الرابع من شهر فبراير في قاعة الغدير بمركز التنمية الفكرية للأطفال واليافعين.
وقال غلام علي حداد عادل، رئيس مؤسسة سعدي، في الملتقى: إن ظهور مؤسسات مثل مؤسسة سعدي هو من نعمات التآلف والحرية والثورة الإسلامية. في العام أو العامين المنصرمين، عندما تولى الدكتور علامتي مسؤولية المركز، تعززت علاقة مؤسسة سعدي مع مركز التنمية الفكرية للأطفال واليافعين والمركز اللغوي الإيراني بشكل كبير.
وأضاف: إن اقتدار أي بلد يتناسب مع مدى نفوذه خارج حدوده. في عالمنا اليوم، إحدى قدرات دولاً مثل الولايات المتحدة وبريطانيا هي انتشار اللغة الإنجليزية. كما وسع الفرنسيون لغتهم في القرنين 19 و 20 بسبب تواجدهم الاستعماري في أفريقيا وبلدان أخرى، لكنهم اليوم يشعرون بالخطر الشديد من ضعف اللغة الفرنسية.
وتابع: للـفرنسيين وزير مهمته الحفاظ على اللغة خارج فرنسا. كان لدينا إمكانية الوصول إلى بعض الكتب الفرنسية، ومن بين كتب جلال همائي في أصفهان وقبل 100 عام، كان هناك كتاباً فرنسياً جاء فيه أن هذا الكتاب مخصص للتدريس في المستعمرات الفرنسية! بصورة عامة، لدى الفرنسيين سياسة عدوانية للغاية في مجال اللغة.
وذكر رئيس مؤسسة سعدي: في العقود الأخيرة، شهدنا دولاً جديدة تدخل مسابقة الانتشار اللغوي، وتركيا هي واحدة من تلك الدول التي نشطت في جميع بقاع العالم من خلال تشكيل مؤسسة، حتى واحدة من الخطوط الجوية التركية تدعم تلك المؤسسة.
وتابع القول: لدى الصين أيضاً مؤسسة قوية أخذت على عاتقها نشر لغتها، واليابان كذلك، وأظن أن الهند سيكون لديها نفس الطلب في المستقبل، وذلك خلال زيارتي الأخيرة للهند، توقع المسؤولون الهنود منا تدريس اللغة الهندية في الجامعات الإيرانية.
وأشار رئيس مؤسسة سعدي الى إن اللغة الفارسية اجتازت عبر التاريخ اختباراً ناجحاً للغاية، وأضاف: استطاعت هذه اللغة الوصول إلى أماكن بعيدة جداً. في رحلتي الأخيرة إلى الهند، ذهبت من دلهي إلى مدينة بنارس ورأيت قبر الشاعر الإيراني العظيم "هزين لاهيجاني"، الذي هاجر من إيران إلى الهند في أواخر العصر الصفوي وبعد هزيمة الحكومة الصفوية.
وقال: ليس لدينا إحصاءات دقيقة عن عدد الطلاب الذين يدرسون مرحلة البكالوريوس في اللغة الفارسية وآدابها في الهند، ولكن بالتأكيد هذا العدد يتجاوز عشرة آلاف شخص، وبعبارة أخرى، هو أن 10 آلاف شخص في الجامعات الهندية فرعهم الدراسي هو اللغة الفارسية وآدابها.
وأشار حداد عادل الى إن اللغة الفارسية كانت ذات يوم لغة ثقافية في الصين وآسيا الوسطى والأناضول والبوسنة والبلقان وآسيا الصغرى، مضيفاً: اللغة الفارسية كانت أيضاً لغة تدرّس سابقاً في العراق وفي المناطق الشيعية. قبل 100 عام، كان على الطلاب تعلّم اللغة الفارسية للذهاب إلى النجف الأشرف لأن أساتذة الحوزة العلمية بالنجف كان عليهم تعلّم اللغة الفارسية وتدريسها.
وقال رئيس مؤسسة سعدي: نحن سعداء جداً لأننا وجدنا الفرصة لإنشاء مؤسسة سعدي لتعليم اللغة الفارسية في العالم. فقد بدأت المؤسسة عملها في عام 2011 ومنذ البداية شكلت مجمعاً من الأساتذة والمسؤولين في المؤسسات الناشطة في تعليم اللغة الفارسية في العالم. منذ عام 2013، عقدنا هذا الملتقى كل عام، واليوم يستضيف مركز التنمية الفكرية للأطفال واليافعين الدورة العاشرة لهذا الملتقى.
وأشار إن الفكر ليس منفصلاً عن اللغة، وأن المركز اللغوي الإيراني، إلى جانب مركز التنمية الفكرية للأطفال واليافعين، يجب أن يفكروا أيضاً في لغة الأطفال لأن الفكر ليس منفصلاً عن اللغة وهناك علاقة مباشرة بين الفكر واللغة، ويجب على المركز إعطاء الأولوية للغة الطلاب قبل المهارات في العلوم الأساسية.
وإذ أشار حداد عادل الى الأساليب والحلول في هذا المجال، أضاف قائلاً: يجب على المركز تصميم سلسلة من الكتب للأطفال واليافعين ومجموعة متنوعة من وسائل التسلية ليكونوا كتّاب جيدين جداً في المستقبل.
وقال: لقد احدثنا تحولاً هيكلياً في هذه المؤسسة، وهو أننا انتقلنا من دائرة تضم 10 أشخاص في منظمة الثقافة والعلاقات، الى مؤسسة تتولى رئاستها العليا رئاسة الجمهورية، ورئيس مجلس أمناءها هو النائب الأول لرئيس الجمهورية، وهذه في حد نوعها خلقت قابلية هيكلية جديدة.
وقال حداد عادل: لقد أحدثنا أيضاً تغييراً في النهج في مؤسسة سعدي. تدريس اللغة كلغة ثانية له أسس معرفية منفصلة، ولكن في إيران، فإن أستاذ الآداب يذهب إلى بلد آخر لتدريس اللغة الفارسية ويبدأ بتعليم أبجدية اللغة الفارسية، وهو أمر غير ناجح! اليوم، يتم تدريس اللغة كلغة ثانية في عدد كبير من الجامعات تسمى أزفا، وهذا التغيير في نهجنا هو أن غالبية خبرائنا هم من خريجي أزفا.
وصرح: غايتنا هي عدم الاستحواذ على تعليم اللغة الفارسية قدر الإمكان، ويجب على المؤسسات الخاصة والعامة، بما في ذلك الجامعات الناشطة في مجال تعليم اللغة الفارسية، القيام بعملها، مع سعينا أن تكون مؤسسة سعدي ناشطة الى جانب المؤسسات وليس داخلها.
وأكد رئيس مؤسسة سعدي على ضرورة توفير البنية التحتية، وأضاف: إحدى هذه البنى التحتية هو تأليف الكتب، واليوم ترون أن كتب مؤسسة سعدي قد انتشرت في جميع أنحاء العالم.
وأضاف حداد عادل: يجب علينا النظر أيضاً في تدوين معايير البنية التحتية للتعليم. لقد قمنا بتوحيد معايير تعليم اللغة الفارسية ووضعنا اختباراً موفقاً في العالم، وقمنا عملياً بتصميم المعايير لتعليم اللغة الفارسية. كان تصميم جميع أنواع التطبيقات والولوج إلى الفضاء الافتراضي من بين الأعمال الأخرى التي تم تنفيذها في مؤسسة سعدي، والتي أصبحت مهمة جداً خلال فترة جائحة كورونا.
وقال: اليوم، يدرس 100 ألف طالب من دول أجنبية في إيران. نحن نتعاون مع وزارة العلوم وقد وافق مؤخراً مجلس الثورة الثقافية بأن يكون الإشراف على تعليم الطلاب الأجانب من مسؤوليات مؤسسة سعدي.
واختتم حداد عادل حديثه قائلاً: نود أن نجذب الجيل الرابع من الإيرانيين في الخارج الى داخل الوطن لأن مؤسسة سعدي هي أيضاً عضواً في المجلس الأعلى للجالية الإيرانية في الخارج.

