رئيس مؤسسة سعدي في اختتام "دورة تعزيز المعرفة والتفكير المشترك لأساتذة اللغة والأدب الفارسي بالجامعات الهندية":

وجود أكثر من مليون مخطوطة فارسية في الهند

١١ رجب ١٤٤٥ | ٠٩:٢٥ رقم الخبر : ٤٦٨٠ خبر
عدد القراءات:٣٩
اختتمت "دورة تعزيز المعرفة لأساتذة اللغة الفارسية وآدابها في الجامعات الهندية" بحضور رئيس مؤسسة سعدي، سفير الهند في طهران، مدراء ورؤساء أقسام ومجموعات منظمة الأرشيف والمكتبة الوطنية، جامعة تأهيل المعلمين، ومعهد العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية.
وجود أكثر من مليون مخطوطة فارسية في الهند

حسب ما جاء في تقرير دائرة العلاقات العامة بمؤسسة سعدي؛ تحدث حداد عادل في بداية الاجتماع وقال: "من دواعي السرور أن نستضيف أساتذة هنود وآمل أن يكون هؤلاء الضيوف الأعزاء قد قضوا إقامة وأوقات طيبة في بلدنا ويعودوا إلى الهند بذكريات سعيدة عن بلدنا، رغم اكتظاظ برامجهم".

وعن العلاقات الثقافية بين إيران والهند، قال: "أعتقد أن اللغة الفارسية، رغم انتشارها في جزء كبير من آسيا، من الخليج الفارسي إلى القوقاز والصين، لكنها لم تكن أبداً أكثر انتشاراً في التاريخ من الهند. في الحقيقة، تعتبر الهند أكبر وأهم مجال لوجود اللغة الفارسية على المستوى العالمي.

وأضاف رئيس مؤسسة سعدي: رغم أن اللغة الفارسية ليست لها ذات المكانة السابقة في الهند، إلا أن رماد نارها في البلاد لا يزال دافئاً لأن أكثر من 10 آلاف طالب يدرسون اللغة الفارسية وآدابها في الجامعات الهندية، وهذا بحد ذاته يعد إنجازاً.

وقال إن وجود اللغة الفارسية في الهند مهم جداً بالنسبة لنا في المجمع اللغوي وفي مؤسسة سعدي، والدليل على هذه الأهمية النشاط الذي يمارسه قسم اللغة الفارسية وآدابها لشبه القارة الهندية في المجمع اللغوي منذ حوالي 30 عاماً، والذي نجم عنه تأليف موسوعة علمية عن التاريخ الطويل لوجود اللغة الفارسية في الهند، وتقرر نشرها في ثمانية مجلدات، خمسة منها تم تأليفها ونشرها والمجلد السادس في طور النشر حالياً.

وأضاف حداد عادل: خصصنا في مؤسسة سعدي ملفاً خاصاً بالهند. عملنا المهم بالتعاون مع الأصدقاء الهنود هو المساعدة في تنفيذ قانون التربية والتعليم الهندي الجديد، حيث تمت في عام 2020، الموافقة والمصادقة على "وثيقة سياسة التعليم الهندية" في البرلمان الهندي وتقرر أن يختار طلبة المدارس المتوسطة، إلى جانب إلزامية تعلم اللغتين الهندية والإنجليزية، واحدة من اللغات الكلاسيكية العشرة في الهند كلغة اختيارية. واللغة الفارسية هي واحدة من تلك اللغات العشرة. وقد اعتبرنا هذا القانون فرصة لإحياء اللغة الفارسية في الهند.

ثم تابع القول: توجد في الهند أكثر من مليون مدرسة، وإذا أرادت واحدة من كل ألف مدرسة تعليم اللغة الفارسية بموجب قانون التربية والتعليم، فهذا يعني أن ألف مدرسة في الهند ستقوم بتعليم اللغة الفارسية. هذا في حين أن هذه المدارس الألف يمكن أن تكون موجودة في كشمير. إذا أردنا فقط أن نسمي كشمير التي لا تزال آثار سيد علي الهمداني موجودة فيها، بأنها إيران الصغرى، فيمكننا تعليم اللغة الفارسية في ألف مدرسة.

وأوضح: "منذ حوالي عامين، عملنا في مؤسسة سعدي على هذا القانون وتم ترجمته إلى اللغة الفارسية، وقد قام بذلك العمل الدكتور صحرائي ـ الذي يشغل حالياً منصب وزير التربية والتعليم ـ عندما كان نائباً لرئيس مؤسسة سعدي لشؤون التعليم والبحوث وبالتعاون مع زملائه. أنا قرأت الترجمة وكتبت مقدمة لها في 45 صفحة، حيث تم جمعهما وطبعهما على شكل كتاب.

وفي إشارة إلى زيارته الأخيرة للهند ولقائه بوزير التربية والتعليم هناك، قال رئيس مؤسسة سعدي: على ضوء الإقبال الكبير الذي لاقاه كتاب الببغاء (طوطي) من قبل وزير التربية والتعليم الهندي، وهو كتاب من تأليف مؤسسة سعدي لتعليم اللغة الفارسية في المدارس الهندية، نحن بصدد التمهيد لعقد اتفاقية مع السلطات الهندية، تساهم بموجبها مؤسسة سعدي في تنفيذ قانون تعليم اللغة الفارسية في المدارس الهندية والتعاون التام في مجال تأليف الكتب وتأهيل معلمي اللغة الفارسية.

وقال حداد عادل: "من مهامنا الأخرى هي دعوة الطلاب والأساتذة الهنود للمشاركة في دورات تعزيز المعرفة التي تقام في إيران، وهذه ثاني مجموعة هندية تأتي إلى إيران وتستضيفها مؤسسة سعدي خلال ثلاثة أشهر الماضية. كما استضفنا منذ حوالي ثلاثة أشهر، عدداً من الطلبة الهنود في مرحلة الدكتوراه لتعلم اللغة الفارسية في دورة تعزيز المعرفة. وفي الدورة الثالثة كذلك سجل عدداً من معلمي مدارس التعليم في الهند، حيث من المحتمل أن تعقد هذه الدورة خلال الشهر أو الشهرين القادمين.

وأضاف: "يسرني أن الأساتذة الكرام في هذه الدورة قد شاركوا في دورات المكتبة الوطنية وجامعة تأهيل المعلمين ومؤسسة سعدي، كما قاموا بزيارة المؤسسات العلمية والثقافية والتقوا بالشخصيات العلمية والأدبية. بالإضافة إلى ذلك، أتيحت لهم الفرصة أيضاً للتعرف على المجتمع الإيراني وبعض مدننا، مثل طهران وقزوين وقم ومشهد، واستخدام اللغة الفارسية بين افراد المجتمع الى جانب صفوف الدرس.

وقال رئيس مؤسسة سعدي: كما تعلم الأساتذة في هذه الدورة، العلوم المتعلقة بمعرفة المخطوطات والأدب الإيراني المعاصر، والقيام بالعمل اليدوي، لأن اللغة الفارسية اليوم لها كنز في الهند، وهو متوفر في المخطوطات المكتوبة. تدل الإحصاءات التي لدينا أن هناك أكثر من مليون مخطوطة باللغة الفارسية موجودة في المكتبات في جميع أنحاء الهند، وإذا أراد أي معلم تعليم اللغة الفارسية في الهند يجب أن تكون لديه تجربة ونظرة ثاقبة في باب المخطوطات.

وأشار حداد عادل إلى أنه من الضروري أيضاً التطرق الى الأدب المعاصر من أجل إظهار أن اللغة الفارسية لم تتوقف في القرنين السابع والثامن بل نمت وتطورت في ذلك، وهو ما تم خلال هذه الدورة.

أساتذة اللغة الفارسية في الهند هم سفراء الصداقة بين إيران والهند.

بعدها، صرح رودرا غوراف شورست، سفير الهند لدى إيران قائلاً: على مر السنين كان للثقافة الإيرانية تأثيراً كبيراً على الثقافة الهندية، ويمكننا أن نرى ذلك في الأدب والهندسة المعمارية الهندية. ولمئات السنين، كانت اللغة الفارسية في بلدنا هي لغة الأدب، ولغة القانون، ولغة المدارس والدوائر، ولغة فئات المجتمع، وحتى يومنا هذا تحظى اللغة الفارسية باحترام كبير في الهند.

وأشار إن هذه الدورة التدريبية، التي نظمتها جامعة تأهيل المعلمين ومؤسسة سعدي لأساتذة اللغة الفارسية، مهمة للغاية، وقال: لقد اختارت وزارة التربية والتعليم في الهند، اللغة الفارسية كواحدة من اللغات الهندية الكلاسيكية ونأمل أن نشهد بعد هذه السياسة، مزيداً من الاقبال على تعلم اللغة الفارسية في بلدنا.

وأضاف السفير الهندي: يجب أن نرفع مستوى التعاون في هذا المسار، وإقامة هذه الدورة لتعزيز المعرفة هي الخطوة الأولى في هذا المسار. وأوجّه كلامي لأساتذة اللغة الفارسية في الجامعات الهندية وأقول؛ أنكم ممثلون للثقافة المشتركة بين إيران والهند، وأتمنى أن تكونوا في المستقبل سفراء الصداقة بين البلدين.

ضرورة أن يكون تعليم اللغة الفارسية في الهند وفقاً لبرنامج

من جهته أعرب غلام حسين زادة، رئيس جمعية اللغة والأدب الفارسي وأستاذ جامعة تأهيل المعلمين، عن ارتياحه لوثيقة التربية والتعليم الهندي بخصوص تعلم اللغة الفارسية وأنشطة مؤسسة سعدي في هذا المجال، قائلاً: ولكي نستطيع توسيع اللغة الفارسية في الهند، من الضروري كتابة برنامج منسجم يتم فيه أخذ جميع الجوانب بعين الاعتبار، ثم عقد اجتماعات تشاورية بحضور مؤسسة سعدي وأساتذة آخرين في هذا المجال، ثم الموافقة على البرنامج.

وفي إشارة إلى التجارب القيمة لجامعة تأهيل المعلمين في مجال تدريس اللغة الفارسية لغير الناطقين بها، قال: إن جامعة تأهيل المعلمين مستعدة لكتابة هذا البرنامج بالتعاون مع مؤسسة سعدي والتشاور حوله مع الجامعات الأخرى في البلاد ومن ثم تنفيذه.

ضرورة توسيع التعليم الافتراضي للغة الفارسية

وتحدث ناصر نيكوبخت، مدير مركز أبحاث اللغة الفارسية وآدابها بجامعة تأهيل المعلمين، في الاجتماع، حيث قال: إن العمل اللائق الذي تقوم به مؤسسة سعدي في جذب وتعليم أساتذة وطلبة اللغة الفارسية من جميع أنحاء العالم له قيمة كبيرة وضروري للغاية. عقد هذه الدورات تسمح لأساتذة اللغة الفارسية بجامعات الهند بمتابعة التطورات التي تحدث في أدب اللغة الفارسية في بلدنا.

وقال: يبدو أن أساتذة الجامعات الهندية كانوا أقل اطلاعاً بالتطورات في اللغة الفارسية، وخاصة اللغة الفارسية في أدب الثورة الإسلامية والدفاع المقدس، وإذا كان التركيز اكثراً على هذه القضايا في دورات تعزيز المعرفة هذه، فسيكون ذلك عوناً كبيراً لأساتذة اللغة الفارسية.

وأكد أستاذ جامعة تأهيل المعلمين: اليوم، يلعب الفضاء الافتراضي دوراً فعالاً في إعادة تأهيل أساتذة اللغة الفارسية، وإذا تمكنت جامعة تأهيل المعلمين وجامعاتنا الأخرى من عقد دورات افتراضية بالتنسيق مع كرسي اللغة الفارسية في الجامعات الهندية، فسوف تقدم مساهمة جديرة في توسيع اللغة الفارسية في هذا البلد.

العلاقة التي لا تنفصم بين جامعة تأهيل المعلمين والمجمع العلمي

من جهتها أيضاً شكرت نجمة دري، مديرة قسم اللغة والأدب الفارسي بجامعة تأهيل المعلمين، العاملين في مؤسسة سعدي وعقد دورة تعزيز المعرفة مع جامعة تأهيل المعلمين وقالت: إن عقد الدورة كانت تجربة ناجحة بالنسبة لنا وجامعة تأهيل المعلمين مستعدة لمواصلة عقد مثل هذه الدورات.

استعداد جامعة الإمام الخميني لعقد دورات تعزيز المعرفة

كما أشاد كيوان سعدي، رئيس قسم تطوير اللغة الفارسية بوزارة العلوم والبحوث والتقنية، بالسفير الهندي في المصادقة على قانون تعليم اللغة الفارسية في المدارس الهندية، قائلاً: نحن مستعدون لعقد دورات تعليمية وإعادة تأهيل مماثلة في مختلف الجامعات، بما في ذلك جامعة طهران وجامعة الإمام الخميني في قزوين.

وتابع: معظم الكتب الفارسية الموجودة في الهند هي كتب قديمة الطراز، لذلك نحن على استعداد للتعاون للتعرف على اللغة الفارسية الحديثة.

وأشار: أن وزارة العلوم على استعداد لإيفاد أساتذة كفؤين إلى الهند لتعليم اللغة الفارسية، كما ستقدم أيضاً فرصاً ومنحاً دراسية للأساتذة والطلبة في إيران.

استمرار تعاون وكالة التوثيق والتوثيق بالمكتبة الوطنية لزيادة الإدراج ونسخ المخطوطات

كما أعربت فاطمة الصدر، نائبة الرئيس في شؤون البحوث بمنظمة الأرشيف والمكتبة الوطنية، عن تقديرها لعقد دورة تعزيز المعرفة للأساتذة الهنود بالتعاون مع مؤسسة سعدي وقالت: "خلال 19 ساعة من التعلیم وورشة عملية حول معرفة المخطوطات التي أقيمت، أتيحت لهؤلاء الأساتذة زيارة مستودع المخطوطات بالمكتبة الوطنية وأقيم قسماً من الورشة العملية في المستودع".

وأشار إلى أن حوالي 60 في المائة من المخطوطات في الهند هي باللغة الفارسية والعديد منها لم تتم فهرستها، لذلك تتطلب دورة الفهرسة ومعرفة المخطوطات، الى دورة تكميلية، لذلك على مؤسسة سعدي توفير إمكانية المزيد من إعادة التأهيل والتفاعل، حتى نتمكن من فهرسة المزيد من المخطوطات.

كما حضر الجلسة الختامية كل من نصيري رئيس مجموعة شبه القارة الهندية بمجمع اللغة والأدب الفارسي وعدد من مدراء المجمع، بالإضافة إلى فلاحت بيشة نائب رئيس المؤسسة للشؤون الدولية، وزند مقدم نائب رئيس المؤسسة لشؤون التعليم والبحوث، وموسوي زادة مستشار ومدير دار أزفا للنشر بمؤسسة سعدي، وشكر الله المدير السابق لمركز أبحاث اللغة الفارسية التابع لمؤسسة سعدي في الهند. وقامت إلهام حدادي الخبيرة في شبه القارة الهندية والأمينة التنفيذية بمؤسسة سعدي بتقديم تقريراً موجزاً عن الدورة والمنظمات والجامعات التي تعاونت في إقامة دورة التعرف على المخطوطات والفهرسة.

وفي نهاية الجلسة، أعرب الأساتذة الحاضرون في دورة تعزيز المعرفة عن تقديرهم للحصص الدراسية والدورة والمنظمين، وتم منحهم شهادة المشاركة في الدورات من قبل المنظمين.

 

الکلمات الرئيسة: الهند تعليم اللغة الفارسية في الهند صفوف تدريس اللغة والأدب الفارسي في الهند تعزيز المعرفة لدى أساتذة اللغة الفارسية في الهند أساتذة اللغة الفارسية في الجامعات الهندية مجمع اللغة والأدب الفارسي سفير الهند في إيران سفارة الهند جامعة تأهيل المعلمين منظمة الأرشيف والمكتبة الوطنية معهد العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية